بقلم : أحمد أبوعرب
تتقدم أسرة .. ” كووورة نيوز” بالتهنئة للدكتور محمد مرسي وثوار مصر على الفوز بمنصب الرئيس، نؤكد أن بلادنا الغالية تحتاج منا إلى التكاتف وإعادة إحلال المؤسسات ولا يتظر الى اى شخص بعينه سوى كان المشير و المرشد ولابد من إقرار القانون ضد الفاسدين ممن أفسدوا حياة الناس ونغصوا عليهم معيشتهم وزادوا فقرهم ونهبوا ثرواتهم ليحشوا بها بطونهم دون رقيب من قانون أو وازع ديني.
إن الثورة المصرية المجيدة التي قام بها شباب 25 يناير تخطو أولى مراحلها الحقيقية نحو إثبات الذات بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، في انتخابات رئاسية نزيهة شهد بها القاصي والداني.
إن خطاب الرئيس المنتخب عقب إعلان فوزه أمس أصاب الشارع المصري بارتياح شديد، خاصة بعد التأكيد على حق المواطنة للجميع وسيادة القانون وإعلاء مصلحة الوطن.
إن الدكتور مرسى، الرئيس المنتخب مطالب بأن يكون رئيسا لكل المصريين وعلى مسافة واحدة من الجميع باختلاف أجناسهم وعقيدتهم ولونهم، خادما لكل المصريين مشهودا له بالحكمة وسداد الخطوات مستقلاً كما عن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها كفصيل سياسي.
إن الرئيس المصري مطالب بتفعيل دور الجبهة الوطنية التي أعلن عنها خلال برنامجه الانتخابي، وألا يكون دورها مقتصرًا على فترة معينة، أو أنشطة معينة أو تحقيق أهداف معينة، حتى يستطيع أن يخلق حالة من الاصطفاف الوطني، تتطلبها طبيعة المرحلة المقبلة، لأن أي فصيل سياسي أيا كان حجمه لا يستطيع أن يتحمل مسئوليات بلد في حجم مصر بمفرده، ولابد من تكاتف الجميع.
إن المسئولية الملقاة على عاتق الدكتور مرسي، ليست بالسهلة، فأمامه تحديات اقتصادية صعبة، ومعادلات سياسية سواء في الداخل أو الخارج، أصعب مما يتصوره أي فرد، يتكلم من منصات الإعلام أو المؤتمرات.
ففي بلد مثل مصر يبلغ حد الفقر فيها أكثر من 40% يحتاج إلى مجهود خارق لإعادة توزيع الدخل بصورة عادلة تساهم في توسيع رقعة الطبقة الوسطى التي تتحمل عبء بناء الوطن.
ولا ينسى الرئيس أن الوضع في شرق البلاد متفجر في أية لحظة، حيث يوجد الكيان الإسرائيلي، مغتصب الأرض، والذي ينتظر أية فرصة سانحة للانقضاض على السيادة الوطنية المصرية، في ظل دعم أمريكي وغربي لها منقطع النظير، وانتشار ضئيل للقوات المصرية على أرض سيناء الحبيبة، والتي تحتاج إلى إعادة بناء وتنمية حقيقية.
هذا بالإضافة إلى وضع أمني منفلت تركه إرث القذافي في الغرب على الحدود الليبية والتي أصبحت مصدر قلق للأمن الداخلي المصري بعد انتشار تهريب الأسلحة من تلك المنطقة إلى داخل مصر.
ولا يتوقف الأمر عند تلك الملفات الخارجية فقط، بل إن دول حوض النيل تنتظر الرئيس المنتخب ليضع إستراتيجيته الواضحة للتعامل مع ملف المياه والتعاون الأفريقي، التي فشل النظام السابق في إدارتها على مدى ثلاثة عقود متتالية، وسط تغلغل إسرائيلي في تلك المنطقة للعبث بمنابع النيل وأمن مصر المائي، في ظل توتر بين أبناء الشعب السوداني الواحد، ما يهدد بتفتيته إلى دويلات أخرى بعد انفصال دولة الجنوب.
إن الشعب إذ اختار الدكتور محمد مرسي، فإنه قد ألقى على عاتقه تراكمات أكثر من 60 عاما، خلفتها الأنظمة السابقة، وعجزت التعاملات الأمنية عن حلها، وبالتالي فنحن في انتظار قرارات حاسمة يشترك الجميع فيها، حتى نضع الوطن على مساره الصحيح.
ونهمس في أذن المتربصين، ونقول: أرجوكم لا تأخذونا إلى قضايا ثانوية، فنحن بحاجة إلى تنمية حقيقية شاملة، ولا تقتصر الأمور عند الحديث عن حجاب المرأة أو عملها، أو ترويع الناس من رئيس ذو مرجعية إسلامية، لأن المسئولية عظيمة، أكبر من أي قضية ثانوية.
وإلى الإخوة السلفيين أمهلوا الرئيس والشعب حتى يلتقط أنفاسه، ولا تشددوا عليه وتشقوا عليه، فيشقق الله عليكم.