أيتها المستديرة ..نعلم قدر أحزانك على ابنائك القتلى ومن أحبوكى وشجعوكى وهتفوا دائما عندما شاهدوكى ..لقد فقدتى البعض منهم فى لحظة طيش .. نعرف ان الموتى فارقوكى وهم من كانوا يغازلوكى ودائما يتحدثوا عنك فى المنازل والشوارع والمقاهى وأماكن العمل.. يحبوكى ويعشقوا رؤيتك على شاشات التليفزيون ويلهثون لرؤيتك فى الملاعب مهما بعدت المسافات أو قصرت.
من يخفف عنك وطأة الألم .. من الذى ركلك الركلة الأخيرة دون عودة أو رجوع .. تضرر الكثيرون وتعرضوا للعطش والجوع .. ركلوكى بمنتهى القسوة ..لاتكونى أكثر قساوة منهم .. عودى كى تعود معكى الحياه .
كم انت قاسية ايتها المستديرة..
أعلم أيتها الكرة مدى احترمك للركلات الشرعية .. واحتفاظك بقدسية التقاليد الكروية والأعراف والنظريات العلمية .. تستمتعين بمن يدور فى فلكك من العاملين والمدربين واللاعبين والاداريين وتستمتع معك الجماهير ..عودى أيتها العادلة .. تطاوعين المجتهد وتعشقى المواهب وتقدرى دائما من يتعامل معك بحميمية ومن يسعى جاهدا لحضنك وتبعدى عن كل مايجهل اتجاهاتك ولايقدر مسافاتك وسرعتك .. أيتها العادلة .. تعانقى شباك هذا وذاك على أساس الجهد والعرق لترسمى الابتسامات والضحكات على وجوه البشر…كم انت رائعه.
نعلم أيتها الكرة أن الآخرين يجددونك ويهتمون بك .. ونحن مازلنا نهمش ونهمل ماتصنعينه .. أعلم انك تحتاجين الى من يحلل تحركاتك المفردة والجماعية .. الى من يبحث عمن هو جديد ويفتش على أسرارك .. الى من يطور خططك ومفرداتك وأدواتك .. ونحن مازلنا نصر على ممارستك بعشوائية..عودى ايتها المستديرة .. ونعدك بأننا حتما سنتغير .. سنغير من أنفسنا وسلوكنا وفكرنا.
لقد وضعت نقطة فى آخر السطور الرياضية وأخشى أن تكون هذه النقطة الأخيرة هى نقطة الفراق والوداع الأخير.
عودى ..ارجعى…فقد قرأنا الجرح وتعلمنا الدرس .. عودى كى نكتشفك من جديد ونتعامل معك بشكل جديد وربما نكتشف وجهك الجديد.
مقالة معبرة عن المرحلة الحالية للرياضة المصرية بصفة عامة تناولها الكاتب بزاوية مختلفة فيها صورة تعبر عن الخيال الشعرى للكاتب حلوة يا احمد