حتى لا تجرفني أمواج الغضب العاتية إلي شواطئ الانفعال الحاد.. أفضل التأني قبل تقييم حدث ما.. خاصة إن كان يثير الأعصاب والإحباط لكل مصري تمنى أن يسعد بفريق من بلده يلعب في المونديال الياباني نهاية العام الجاري .
كان خروج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا غريبا وعجيبا ولكنه في نفس الوقت فيه حكمة وموعظة وفائدة.
لم يكن التعادل مع الترجي التونسي في الجولة الأخيرة 1/1 في ستاد القاهرة هو سبب السقوط المريع للبطل من على سلم الأحلام الوردية الذي صعده جماهيره وظل متشبثا به حتى اللحظات الأخيرة من المباراة ..ولكن كانت هناك أسباب كثيرة لابد أن نحددها بدقة وإخلاص ، لكي يستفيد منها الفريق الذي ما كان يجب أن يبتعد مبكرا جدا من مضمار البطولة التي أحبها والتي رفعت من أسم مصر في الساحة الكروية الدولية.
المخلصون فقط هم من يرون أن الأهلي لم يكن يستحق الصعود إلي الدور قبل النهائي لأنه كان يترنح من بداية دور المجموعات وإن شئنا الإنصاف فمن قبل ذلك.
فالفريق الذي لعب 6 مباريات لم يفر ألا مرة واحدة فقط وتعادل 4 مرات وخسر مباراة من الصعب أن يكون هذا هو الأهلي الذي يعرف خصومه أنه لا مفر من الهزيمة على أرضه وبين جماهيره التي تعصف بأعصاب أي منافس حتى وإن كانت من فولاذ ..فإذا به يفرط في النقاط بسهولة بتعادلات غريبة كان أكثرها دراماتيكية إلي حد الكوميديا ما حدث مع الوداد في الجولة الأولى التي انتهت3 /3في القاهرة!!!!!
( ضع عشرات من علامات التعجب ) .
المتحمسون ولن أقول المتعصبون هم الذين يعلقون الخروج في رقبة الحكم السوداني خالد عبد الرحمن..وهو سبب من الأسباب الكثيرة ولكنه ليس وحده سبب الخروج بالهدف التسلل الذي احتسبه لأنه أيضا تغاضي عن ركلة جزاء على وائل جمعة كانت واضحة..وهو لم يكن على مستوى المباراة ورغم ذلك فأنه ربما يأتي في ذيل القائمة الطويلة للسقوط التي تضم أسباب عديدة لعل من أهمها من وجهة نظري المتواضعة جدا حالة فريق الأهلي نفسه وعدم قدرة مدربه مانويل جوزيه على الاستقرار على تشكيلة تليق بمكانة النادي فالتغيرات التي يجيرها ـــ مع كل التقدير لكفاءته ـــ تثير الدهشة في كل مرة .
وشروخ الدفاع التي لم تلتئم منذ فترة طويلة والناتجة عن تصدع في خط الوسط أصبحت واضحة لكل ذي عينين..ويطرح تساؤل مهم لماذا تمت التضحية بلاعب بثقل أحمد حسن في خط الوسط..هل ظهر من هو أفضل منه ؟!
الارتباك في حراسة المرمى والثقة المفقودة في أحمد عادل عبد المنعم من جانب الجهاز والجماهير ومن الحارس نفسه تشكل أيضا أزمة فنية ونفسية أيضا أعتقد أن آثارها ستمتد طويلا.
لا يجب أيضا أن ندفن رؤوسنا في الرمال أو نرتدي ثوب المجاملة لجماهير ساهمت في السقوط بتصرفات منفعلة غير محسوبة وغير محمودة العواقب فكانت احتفالية الشماريخ يوم لقاء زاسكو الزامبي سببا في حرمان الأهلي من أحد أهم أسلحته في لقاء الوداد فجاء التعادل الثقيل بطعم الهزيمة المرة والتي كانت من أقوى أسباب تفوق الفريق المغربي على نادي القرن الأفريقي في طول المشوار .
وحتى حينما حقق المولودية النتيجة المشرفة بالفوز على الوداد بثلاثية كان طريق الأهلي ممهدا ومفروشا ولكن الحكمة الإلهية أن يخسر الأهلي فرصة التأهل إلي دور المجموعات ومنافسيه في حالة متواضعة ولا أحد فيهم يتوقع أن يضيع الأهلي نفسه ومكانته بهذه الطريقة ..ولكن رب ضارة نافعة لكي يفيق الفريق وتفيق الإدارة وأن تعاد حسابات فنية ومالية خرجت من مسار التقييم الدقيق في الفترة الماضية وحان وقت التقييم السليم لتصويب مسار البطل المتعثر.