فضيحة مكتملة الأركان عشنا تفاصيلها المأساوية طوال يوم الأحد الماضي.. في ذلك اليوم الذي كان مقرراً لإقامة مباراة الأهلي وصن شاين.. إنه يوم أسود في تاريخ الكرة المصرية ولن ينساه التاريخ المصري كله!
لم نكن أبداً معترضين علي أن يعبر الرياضيون المتضررون من توقف المسابقات والنشاط الرياضي في مصر خاصة الدوري الكروي عن رأيهم المعارض لرأي أولتراس الأهلي.. ولكننا رفضنا ومازلنا نرفض التصعيد الخطير لهذه الوقفة الاحتجاجية والذي تمثل في محاولات منع لاعبي صن شاين النيجيري المقيمين في فندق البارون من التوجه إلي ملعب الدفاع الجوي حيث أقيمت مباراة الأهلي وصن شاين مما تسبب في تأخر وصول الفريق (الضيف) إلي الملعب حتي السابعة مساء أي قبل نصف ساعة فقط من انطلاق المباراة وهو ما جعل جميع المتابعين يعيشون في قلق بالغ وتوتر شديد انتظاراً لانفراج الأزمة.. والحقيقة أنني ومعي الملايين لا يعترضون علي أن يقول كل صاحب رأي رأيه وأن يحاول التعبير عنه طالما كان التعبير عن الرأي في حدود أنه لا يفسد حياتنا ولا يحولها إلي »مأساة« كادت تحدث فعلاً لو فشلت المحاولات التي بذلها بعض العقلاء من أجل الخروج بالأزمة إلي شاطئ الأمان.
فضيحة كبيرة شارك فيها من نقلوا »الحدث« من أمام قصر الاتحادية إلي الفندق الذي أقامت به بعثة صن شاين.. فضيحة كادت تنتهي بكارثة ولكن الله ستر.. وعدّت علي خير وأقيمت المباراة!!
وربنا يستر من أي احتجاجات نيجيرية (في علم الغيب)!!
قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه
من يفض هذا الاشتباك؟!
لابد أن نعترف أننا في مصر »الكروية« اليوم فريقان: الأول يمثله الأولتراس الأهلاوي ومن يؤيدهم في مطلبهم »العادل« بألا تقام بطولة الدوري العام ولا أي نشاط كروي إلا بعد »القصاص« لشهداء وضحايا المذبحة الغادرة في ستاد بورسعيد.
والفريق الثاني يمثله الرياضيون المتضررون من توقف النشاط ومن يؤيدهم في مطلبهم »العادل« أيضاً.. وأقصد بالمتضررين هؤلاء اللاعبين الذين يحصلون بالكاد علي ما يكفيهم، ولا أقصد بالطبع »أباطرة« الكرة الذين جمعوا منها الملايين الكثيرة والذين أنصح بألا يتصدروا أي مشهد قادم يطالب بعودة الدوري لأن مجرد وجودهم يكفي بإثارة مشاعر الفريق الأول بكل أعضائه.
طيب.. وبعدين.. هل يكون الحل المثالي وهو ترك الفريقين يتصادمان.. ويتعاركان.. ويقرران الأمر بالنزول في »حرب شوارع« لا تحمد عقباها.. أم يكون الحل في »تدخل« عاقل من المسئولين الذين يفترض أنهم يشاهدون الصورة الكاملة وأن لديهم رؤية لوضع الحلول المناسبة لمثل هذه الأزمات.. وإلا فلماذا يستحقون لقب »مسئولين«؟!
»تعيش تعيش«.. يا أهلي
الفرسان جاهزون لنهائي الثورات العربية
ماذا لو كان الراحل الأستاذ عبدالمجيد نعمان شيخ النقاد الرياضيين يعيش بيننا اليوم وعاش أجواء اليوم العصيب الذي سبق المباراة المصيرية بين الأهلي وصن شاين النيجيري والتي حسمت صعوده للمباراة النهائية لدوري أبطال افريقيا والتي يواجه فيها الترجي التونسي.
أعتقد أنه ما كان سيكتب عن نجاح الأهلي في اجتياز هذه العقبة بعد يوم درامي مثير مليء بالأحداث أفضل من المانشيت الذي سيقول فيه: »تعيش تعيش.. يا أهلي« وهي جملة شهيرة يعرفها كل الأجيال التي تتلمذت علي يديه علي مدار عدة عقود.
فعلاً »تعيش تعيش يا أهلي«.. وحتي إذا كان كثيرون منا غير راضين عن أداء الفريق إلا أننا واثقون كل الثقة أنه سيستعد خير استعداد للنهائي المثير أمام الترجي التونسي والذي يمكن أن نطلق عليه »نهائي الثورات العربية« بين بطلي مصر وتونس مهد ثورات الربيع العربي.
