مازالت روابط الأولتراس في مصر تصر على تقديم نفسها في اطار قريب جدا من شكل المليشيات التي تعتمد على قوة الحشد وعدم الاعتراف بالطرف الاخر ، ودون النظر الى نتائج التحركات ، ورغم السلمية التي صاحبت حضور اولتراس وايت نايتس وأهلاوي في مباراة القمة الأخيرة بملعب الجونة ، الا ان ذلك لا يعفيها من تحمل مسئولية كسر قرار سيادي بعدم الحضور كان الهدف منه في المقام الأول الحفاظ على أرواحهم . ولعل تصرفات الأولتراس تتشابه كثيرا مع فكر جماعة الاخوان المسلمون ، فبعد مجزرة ستاد بورسعيد كان لابد على الأولتراس ان ينتبهوا جيدا لخطورة الموقف ، وأن يتم عمل مراجعات مع الادراك بخطورة الوضع ، غير أن ذلك لم يحدث وعادوا من جديد للتحدي كما تفعل الجماعة التي ترفض حتى الان ان تعترف بخطورة الامر الواقع . الواقع المصري يشهد امور لا مفر منها وهي ان الاولتراس يعتبرون انفسهم فوق القانون ، وهناك واقع اخر وهو عودة النادي المصري البورسعيدي الى الدوري الممتاز ، فمن يملك القدرة على ردع أسراب الجراد عن اقتحام المدرجات والثأر من كل ما ينتمي الى بورسعيد ، ومن يضمن عدم الثأر من رجال القوات المسلحة والداخلية ، باعتبار انها معتقدات راسخة لدى الجروبات ضد الجيش والشرطة . والسؤال الذي يحتاج الى اجابة من أعماق ضمير كل منتمي الى الأولتراس .. هل الوضع الحالي في مصر يسمح بالصدام والتحدي ؟ كيف يمكن لمن يدعي قيامه بالثورة أن يكسر هيبة القانون ؟