الحديث عن استقالة حسام البدرى من تدريب النادى الأهلى، ومن بعدها الكم الهائل من التصريحات النافية للاستقالة يدفعنى إلى الدهشة لعدة أسباب، أولها أن النادى الأهلى لا يقوم بإقالة أى مدرب لمجرد الخسارة فى مباراة أو اثنتين أو حتى ثلاث مباريات، وإنما الحساب يكون فى آخر الموسم سواء بتجديد التعاقد أو بتوجيه الشكر له مثلما حدث مع البرتغالى مانويل جوزيه فى فترة ولايته الأولى عندما خسر البطولات المحلية وفاز ببطولة أفريقيا وصنع تاريخ مباراة الستة، ولم يتم تجديد تعاقده ورحل خاوى الوفاض بدون مؤتمر صحفى لوداعه.
البدرى لن يرحل عن الأهلى بمحض إرداته وربما يكون هذا الموسم هو الأخير فى علاقته بمنصب المدير الفنى مثل مدربين كبار لهم أسماؤهم رحلوا ولم يعودوا لهذا المنصب مثل المرحوم محمود الجوهرى وكل من الكابتن أنور سلامة، وعبد العزيز عبد الشافى، وفتحى مبروك، والمرحوم محمود السايس – لأنه وضع نفسه تحت المقارنة بمن سبقه فى تدريب الأهلى، والمقارنة بالنسبة له ظالمة، لأن الفارق بين جوزية والبدرى كالفارق بين منتخب مصر ومنتخب البرتغال.
الحل الوحيد الذى أراه مناسبا أن يعمل البدرى بالمجموعة التى معه، والذي يستطيع من خلالها تحقيق الإنجازات وربما المنافسة على الدرع والفوز بها، لأنه يمتلك فى هذا الوقت أفضل العناصر الموجودة بين جميع الأندية المصرية التي لديها خبرة الفوز بالبطولات، وبالتالي لا يشغل باله بالمنافسين، لان اسم وخبرة الأهلى أهم بكثير من صفقات جديدة سوف تحتاج إلى وقت طويل حتى تتأقلم على نظام وأسلوب الأهلى، ومثال على ذلك نادي الزمالك الذى لا يضم نجوما كبارا كما في الأهلي ويتربع بمفرده على قمة مجموعته بدون منازع.
للأسف الشديد كابتن حسام البدرى مشغول دائما بالإعلام وبآراء النقاد والمحللين، ورغم ما يمتلكه من خبرة ومستوى عال فى الفكر التدريبى يفوق العديد من المدربين المحليين فى مصر إلا أن الكلام عن الشؤون الفنية آراه شيئا يجرح كبرياءه بشدة، لذلك أرجو منه الاحتفاظ دائما بهدوء أعصابه لأنه مدير فنى لأكبر الأندية المصرية وكل خطوة له محط أنظار الجماهير وربما تكون له أو ضده.