(ربما تكون الصدفة وحدها هى التى تستطيع أن تعطيك القدرة على الإبداع، سواء بالسلب أو الإيجاب، وهذا المثل الصينى يسير بنا فى اتجاه واحد، أن كل ما حصل عليه النادى الأهلى فى الفترة الأخيرة من إنجاز فى بطولة إفريقيا والمركز المتقدم فى بطولة العالم للأندية باليابان، لم يكن مخططًا له سواء من الجهاز الفنى أو مجلس الإدارة أو أى من اللاعبين، لدرجة أن بعض الموجودين فى قائمة الفريق لم يكن لديهم طموح تخطى عقبة الدور قبل النهائى للبطولة الإفريقية والتى كانت أمام فريق صن شاين النيجيرى.
من يقول لى إن الكابتن حسام البدرى وجهازه الفنى كان لديهم طموح البطولة من المباراة الأولى فهو كاذب وواهم، خصوصًا وأن البرتغالى مانويل جوزية -المدير الفنى الأسبق للأهلى- رحل إلى الدورى الإيرانى لصعوبة أن تكون هناك مسابقة محلية فى مصر، بالإضافة إلى أن تجمد النشاط الرياضى يعنى الفشل فى بطولة إفريقيا، وهو الأمر الذى لا يرضاه بعد كل الإنجازات التى حققها فى القلعة الحمراء كواحد من أفضل المدربين الذين حضروا إلى مصر على مر التاريخ الكروى.
لا أحد يعلم الغيب والبدرى تولى تلك المسئولية الثقيلة فى ظروف صعبه جدًا، كان جميع المدربين الموجودين فى مصر يعانون من البطالة غير المباشرة، بما فيهم البدرى الذى كان مديرًا فنيًا لإنبى، وخرج معه من بطولة الكونفدرالية بهزيمة ثقيلة، ولأنه النادى الأهلى القادر على تحدى الظروف والصعاب، فتقبل المسئولية بصلابة شديدة، ومبررات الفشل جاهزة فى كل وقت، لا نلعب مباريات رسمية، والمباريات الودية التى تؤدى الغرض المطلوب، والسفر والإجهاد وعدم الحصول على الراحة المطلوبة، والضغط الإعلامى، والظلم التحكيمى، كلها ظروف قد حفظناها عن ظهر قلب، ومستعدون أن نكررها قبل الإخفاقات المباشرة، أما فى حالة النجاح فمجلس الإدارة له الفضل الكبير، وروح الفانلة الحمراء حضرت إلى الملعب، والنادى الأهلى الفريق الوحيد الذى يلعب لآخر دقيقة فى المباراة، ويجب على كل الأندية أن تتعلم من الأهلى فن الإدارة والتعامل مع اللاعبين.
الحقيقة الدامغة التى لا يغفلها أحد ولا أستطيع أن أنكرها أن الأهلى الفريق الوحيد فى مصر المرشح الأول والدائم للفوز بأى بطولة يدخل فيها بصرف النظر عن بقية المتنافسين وقدراتهم الفنية.
