حسن المستكاوي يكتب : وما الملعب الا مسرح كبير

●● الملعب مثل الدنيا، والدنيا مثل الملعب لا فرق.. ففى الحياة دراما وفى كرة القدم دراما يمكن أن تجعلنا نرى فى الملعب ما رآه الفنان الكبير يوسف وهبى فى الدنيا.. هكذا كان الشعور حين سجل مهاجم بايرن ميونخ إيفيكا أوليتش هدف الفوز فى مرمى الأهلى، فى الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.. فكان بمثابة إجهاض لحلم إسدال الستار على المباراة وسط أجواء من البهجة والاحتفالية للمستوى الذى ظهر به الأهلى فى الشوط الثانى، وهو ما جعل مانويل جوزيه يقول فى المؤتمر الصحفى: «الخسارة أمام ثالث أقوى فريق فى أوروبا فى اللحظة الأخيرة من المباراة هى أمر محزن دون شك، فقد لعبنا بقوة واللاعبون قدموا عرضا مميزا».

●● مشهد هدف أوليش بدأ حين قلش شريف إكرامى فى لحظة خروجه للتصدى للكرة، وأراد على ما يبدو ان يمسك بها، وفى الوقت نفسه أراد أن يركلها بقبضة يده، فلا أمسك بها، ولا ركلها، فخطفت وراحت.. وكان شريف إكرامى لعب مباراة جيدة تصدى فيها لكرات خطيرة من نجوم عالميين، فى تلك المباراة. لكنها كانت لحظة درامية بالنسبة له، كما كانت بالنسبة للفريق والجمهور الذى أصابه سهم الله، وخيم عليه الصمت حين كان يحتفل، ويهتف ويغنى وينشد للأهلى.. إنها كرة القدم التى عاشت قرونا بسبب هذا الشك الدائم والذى لا ينتهى فى نتائجها.. فتظل حتى صفارة النهاية لا تعرف ماذا يحدث؟

●● المؤتمر الصحفى الذى أعقب المباراة كان درسا فى كيفية انعقاد المؤتمرات الصحفية لمباريات كرة القدم من ناحية الهدوء والتنظيم والصوت وبعض نوعية الأسئلة، التى جاء معظمها متعلقا بالمباراة، فيما لم يسأل جوزيه مثلا عن لاعبين لعبوا ولاعبين لم يلعبوا فى الأسبوع الأول من الدورى؟

●● تخلى الأهلى فى تلك المباراة عن اللعب بلاعب ارتكاز واحد، ودفع جوزيه بلاعبين، وهما حسام عاشور ومحمد شوقى، مقدرا قوة الفريق الألمانى الذى كان فاز فى مباراة ودية سابقة على السيلية القطرى 13/صفر.. مما أشاع الخوف والقلق من جدية الألمان.. والواقع أن تلك الجدية تجلت جدا بعد تسجيل «مستر سبيدى».. محمد بركات هدف التعادل من تمريرة جميلة لأبوتريكة.. فكان ضغط بايرن ميونخ يمكن أن يلين أمامه الحديد.. ولعل الدفع بلاعبى ارتكاز فى وسط الملعب يمثل إجابة واضحة على السؤال المهم: هل يحتاج الأهلى فى الدورى المحلى أن يلعب بلاعبين مدافعين فى الوسط أم يكفى لاعب واحد مدافع..؟

الإجابة: الأمر يحكمه قوة المنافس وأسلوب لعبه والهدف من المباراة.. وغالبا لا يحتاج الأهلى إلا للاعب واحد.

●● نقطة أخيرة.. كان أداء اللاعبين قويا أمام منافس شرس وقوى، وجاء ذلك بعد أقل من 48 ساعة من اللعب أمام طلائع الجيش والسفر للدوحة.. وهنا تظهر أهمية الاستشفاء السريع، وتسقط أكذوبة الإجهاد فى عصر الكرة الجديدة، بكل ما يحيط هذا العصر من تقدم وتطور وتغيير فى كل علوم اللعبة وعناصرها.. سقطت الشماعات، وعلينا أن نخرج من مشهد أوقفت عنده الكاميرات، وهو مشهد اللعبة فى الستينيات، بما فيه من مستويات وتصريحات ومبررات مضى وقتها.


جميع الحقوق محفوظة 2025 كووورة نيوز - اجمد موقع كروي فى الوطن العربي
المقالات والتعليقات المنشوره لا تعبر عن رأي كوووره نيوز ولكن تعبر عن رأي صاحبها